Wednesday, September 26, 2007

شيئ مختلف


كلما داعب الأصدقاء جراحي
تماثلت للموت
" قاسم حداد "

وحيداً في غرفته الصغيرة
كل شيئٍ حوله يذكّره بغيابها
صورة لها معلقة على جدار الروح
معطفها الأسود ما زال معلقاً على الجدار
يذكّره بليلة رأس السنة
عندما التقاها أول مرة
ملابس نومها مبعثرة على السرير
على الطاولة كأس نبيذ مازال يحتفظ بطعم شفاهها
وكتابُ " في حضرةالغياب " وحيداً مثلهُ
آثار أصابعها الطويلة محفورة على غلافه
قرأته كثيراً قبل أن يلبسها الغياب ،
وتلبسه العاصفة .
موسيقا خفيفة كما كانت تشتهي ل " Chopin "
تداعب حزنه المدلل
وتشعل نيران الذاكرة
كآبة وضجر على الستائر والكراسي
وبقايا أملٍ يحتضر

كانت تملأ البيت بضحكتها
لم تعد تخرج عارية من الحمام
وشعرها المبلل بالماء يبلل روحه بالعطش
لم يعد يسمع ضحكتها عالية فوق شغف الروح
حين كان يعضّها من مؤخرتها
أو حين يداعب حلمتيها بلسانه
كأس نبيذها يئن وحيداً بغيابها
وهو الآن وحيداً لا يملك إلا ذاكرة متعبة
تحاصره
وكأس نبيذ يتكأ عليه
وبقايا رائحة لها على السرير